أيام وليالي
علي سلطان
عصا الترحال
9
أم القيوين -مشاوير صحفية
أصبحت مراسلًا لصحيفة الاتحاد اضافة إلى عملي كمذيع في إذاعة أم القيوين، كنت بعد إنتهاء دوامي الصباحي في الإذاعة عند الساعة الحادية عشرة صباحًا، أتجول في مكاتب الوزارات الاتحادية بحثا عن أخبار للصحيفة، وكنت كثير التردد على مكاتب وزارة العدل والعمل والشرطة والاعلام ومحاكم القيوين وغرفة تجارة وصناعة أم القيوين التي كان مقرها بجوار مجمع المحاكم، ودوائر الشرطة، والديوان الاميري إذا كان هناك شئ مهم، وبلدية أم القيوين، و بدأت أنشر أخبار الإمارة يوميًا في صحيفة الاتحاد، وبدأ كثيرون من اهل الامارة والمقيمين فيها يتابعون الأخبار باهتمام.
كأن أول خبر مثير للاهتمام قابلني في اليوم الثاني من بداية عملي كمراسل صحفي هو غرق لنش يحمل بضائع قادم من ايران في عرض البحر ونجاة من فيه من البحارة، وغرق البضائع التي كانت على متن القارب، وكنت قد تحصلت على أخبار الحادث والغرق من شرطة أم القيوين، وتحدثت الى البحارة الناجين وهم من الجنسية الايرانية، طرت بالخبر إلى مكتب الاتحاد في دبي وكنت أحمل صورا مهمة للحادث وللبحارة..الخ
سألني مدير مكتب الاتحاد في دبي الأستاذ نازك المحمدي رحمه الله عن قيمة الخسارة التي تعرض لها البحارة واصحاب البضاعة؟ لم يخطر ببالي أثناء تغطية الخبر موضوع نوعية البضاعة وتكلفتها، وقام الأستاذ نازك باجراء بعض التقديرات والحسابات، وأقترح مبلغاً معيناً لسعر البضاعة التي غرقت في البحر..! وهكذا بدأت أتعلم كيف أنظر إلى الخبر من أكثر من زواية، وأن تكون هناك رؤية وأبعاد لكل خبر أنشره ولكن بدون تأويل أو رأي شخصي، فالخبر يجب أن يكون نصا سليما معافى، الخبرُ مقدس..! هكذا تعلمنا منذ البدايات الأولى ، في الاذاعة كنت أذيع الخبر ولا أساهم في البحث عنه أو صياغته، في الصحافة كنت أنا الذي أبحث عن الخبر وأنقب عنه واركض وراءه.
من محفوظات طلبة الإعلام منذ عقود أن الخبر يكون خبرًا إذا تضمن الاسئلة الستة، من، متى، أين، ماذا، كيف، ولماذ، وما يعرف بالانجليزية (5W + 1H) واضافت اليها الدكتورة الإعلامية جيهان رشتي: بأي وسيلة وبأي تأثير؟ ولكن الممارسة والخبرة هي التي تصنع الخبر، كما كانت بدايتي مع الأستاذ نازك المحمدي رحمه الله.
كنت أقوم بجولة صباحية يوميه على مكاتب الوزارت والبلدية استقي الاخبار المهمة، وسرعان ماتوثقت علاقاتي بكثير من المسؤولين في الامارة، وبدأت أسهم في نشر اخبار أم القيوين في صحيفة الاتحاد، مما احدث أثرا طيبًا لدى المسؤولين وأهل الإمارة عموما.
اول مؤتمر صحفي قمت بتغطيته كان قد عقده الديوان الاميري كان في مطلع عام1980، وكان بترتيب وتنسيق متميز من سعادة سلطان الخرجي مدير عام المنطقة الطبية في ام القيوين والتابعة لوزارة الصحة الاتحادية، والمستشار الخاص للشيخ راشد بن احمد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين رحمه الله.
لا أذكر سبب عقد المؤتمر،لكن أذكر أن عددا من الصحافيين من خارج الامارة شاركوا في المؤتمر، وقد قمت بتغطية المؤتمر، وكانت تجربتي الأول مع المؤتمرات الصحفية، وقد أثبت جدارة لا بأس بها.
وكان سعادة سلطان الخرجي حفظه الله رجلا ذكيًا خبيرا في فن العلاقات العامة، له حضور وكاريزما واضحة، وقدم خدمات جليلة للديوان الاميري وإمارة أم القيوين، وقد حظى باهتمام وتقدير الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، ونال ثقته بحكم مرافقته للشيخ راشد في اسفاره المتعددة بصحبة الشيخ زايد رحمه الله، وكانت مكتبه في المنطقة الطبية ملاذًا لنا وبابًا مفتوحًا للجميع.
أما الحدث الأهم الذي قمت بتغطيته في بداية عملي مراسلا للاتحاد، فكان وفاة الشيخ أحمد بن راشد المعلا في 21 فبراير1980 حاكم أم القيوين الأسبق، وكان حدثا مهما اهتزت له الامارات كلها، وقمت بتغطيته لصحيفة الاتحاد مع وكالة انباء الامارات( وام) وصحيفة الخليج التي صدرت مجددًا في يناير 1980 بعد توقف دام سنوات طويلة.
سعادة سلطان راشد الخرجي
وللحديث صلة