المئوية تقترب… إنجازات تتجدد و وطن العز يرسم طريق المستقبل
الأستاذ الصحافي السعودي عبدالله القحطاني
نستقبل هذا العام الذكرى الـ(95) لتأسيس المملكة العربية السعودية وتوحيدها على يد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – الذي أرسى دعائم دولة راسخة، نفخر بها في كل زمان ومكان، ومع مرور كل عام، نزداد يقينًا بأننا نعيش في وطن عظيم ينعم بالأمن والاستقرار، وتحكمه قيادة رشيدة، ويحيا فيه شعب محب لوطنه وقيادته، في علاقة متبادلة من الولاء والثقة تمثل مصدر قوة وأمان لهذا الكيان الشامخ .
وإذا كان اليوم الوطني الـ(95) محطة نستذكر فيها ما تحقق من إنجازات، فإن تطلعنا يمتد إلى اليوم الوطني الـ(100) الذي سنعيشه بعد خمسة أعوام – بإذن الله – حاملًا معه آمالًا أكبر وطموحات أوسع، فما الذي نريد أن نكون عليه حينها؟ الرؤية واضحة، والطموح أكبر: قيادة المملكة تسعى لأن يكون الشعب السعودي الأكثر كفاءة وتميزًا، وأن تتعزز مكانة الوطن عالميًا من خلال استثمار قدرات أبنائه وبناء مستقبل مشرق لهم .
ولكي يكون احتفالنا باليوم الوطني المئوي مختلفًا ومميزًا في كل تفاصيله، فلا بد من أن نواصل السيّر بخطط استراتيجية واضحة، وأن نتجاوز التحديات بخطوات متسارعة، الآمال معقودة على أن نشهد في تلك المرحلة انخفاضًا كبيرًا في معدلات البطالة، وارتفاعًا في نسب التوطين، وتلبية شاملة لاحتياجات العقار وموازنته، إلى جانب جيل مؤهل تأهيلًا متكاملًا لسوق العمل السعودي، ويأتي ذلك من خلال التوجه نحو تخصصات المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتحول الرقمي، وتقنية المعلومات، والطاقة المتجددة، وتطوير البرمجيات، وهي مجالات تمثل مرتكزًا أساسيًا لرؤية المملكة الطموحة .
ويتزامن مع الذكرى المئوية حدث عالمي استثنائي يتمثل في استضافة المملكة لمعرض "إكسبو 2030 الرياض"، بمشاركة أكثر من 195 دولة و29 منظمة دولية، ليكون منصة عالمية لتكثيف الجهود في مواجهة التحديات المشتركة، وتقديم حلول مبتكرة تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة، وهو حدث يؤكد مكانة (الرياض) كعاصمة للقرار والتأثير على الساحة الدولية .
ومن هنا، فإن الاحتفال باليوم الوطني ليس مجرد رفع للأعلام أو ترديد للأناشيد أو الاستمتاع بيوم إجازة، بل هو مناسبة لتجديد استشعار عظمة الإنجازات المتحققة منذ التأسيس، ودعوة للانطلاق نحو مستقبل نصنع فيه المستحيل، ونُعد فيه أجيالًا قادرة على قيادة الوطن والحفاظ على مكانته وريادته .
وفي ختام مقالي، أعبّر عن اعتزازي العميق وفخري الكبير بمملكتي الغالية، المملكة العربية السعودية، وما حققته من إنجازات مشهودة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وحتى هذا العهد الزاهر الذي نعيشه اليوم. وأجدد بصفتي أحد أبناء هذا الوطن ولائي وبيعتي لقيادتي الرشيدة، على السمع والطاعة، متحملًا دوري ومسؤوليتي في خدمة وطني والمساهمة في مسيرته التنموية الطموحة .
وأرفع أكُفي إلى الله عز وجل أن يحفظ هذه البلاد المباركة آمنة مستقرة، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان، والسخاء والرخاء، وأن يجعلها منارة هدى وعز وفخر للأمة الإسلامية، كما أسأله سبحانه أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأن يسدد خطاهما لما فيه خير الوطن والمواطن، وأن يمد في أعمارنا لنشهد المئوية الوطنية ونحن أكثر قوة وريادة وازدهارًا بين الأمم، فالوطن ليس مجرد انتماء، بل هو هوية وواجب ورسالة، وأنا كفرد من هذا الشعب العظيم، أُبايع وأُعاهد أن أظل وفيًا لمليكي ووطني، مخلصًا في عملي، مساهمًا في صناعة مستقبلٍ يليق بمجد هذه الأرض المباركة
Leave a comment
Your email address will not be published. Required fields are marked *