شذى زهر بدرية الحجازي

شذى زهر بدرية الحجازي

image-10.jpega

 

 شذى زهر

بدرية الحجازي

تاركو في الاجواء، متعة السفر والضيافة

 

 

 في كل سفر يسبقني الهم والخوف،  رغم أني أحب الانتقال من مكان إلى آخر  ومن بلد إلى بلد، إلا أنني حرفيا أخاف من عملية السفر نفسها سواء كانت جوًا أو بحرًا أو  برًا، الأعراض نفسها  التي يشكو منها البعض أثناء السفر بحرًا مثل الدوار والغثيان، هذه الأعراض  تلازمني في السفر جوا وكذلك برا..  غاية المنى، أن اصل إلى و جهتي بأعجل ما يكون، ودون أي مشاكل تصادفني من غثيان ودوار..الخ ولم أعرف حتى الآن سبب هذه المشكلة وهي ليست فوبيا من السفر نفسه، ولكنها أعراضه، وممكن أن اسميها متلازمة السفر..!

هذه الهواجس والمخاوف لا زمتني قبيل سفري قبل أيام من الرياض إلى  بورتسودان، وكنت فعلا خايفة من متلازمة سفري، وكنت اخشاها تماما، فهي تعكر المزاج ومتعة السفر.

حملت مخاوفي وترددي معي  إلى  مطار الملك فهد في الرياض، كانت إجراءات السفر سلسة وسهلة ومنظمة، والموظفون على الكاونتر كانوا لطيفين ودودين مهذبين.

كانت رحلتي إلى الوطن عبر طيران تاركو، ودخلت الطائرة وأنا أحمل توجسي وقلقي،رغم أن سلاسة اجرءات وصولي إلى صالة المغادرة في مطار الملك فهد، ازالت فيما بدأ  حملا ثقيلا  كان على ظهري، انتظمنا على الكراسي وبدأنا بدعاء السفر  حيث كان المضيف هادئا ونبرات صوته مطمئنة، بسم الله نبدأ، بسم الله مجراها ومرسيها، بدأت المضيفات في توجيهات السفر المعتادة، اجراء روتيني لابد منه، وقد لا يتابعه أحد.. تحركت الطائرة على المدرج، بدأت دقات قلبي تتزايد، ثم طارت الطائرة في الجو، كانت السفرية نهارية، وبدأت انظر إلى مدينة الرياض من الجو، يالها من مدنية واسعة، وتمتد على مساحات واسعة جدا، بدأت الطائرة تعلو و تعلو،  واختفت معالم الرياض، بدأت المضيفات في مباشرة أعمالهن  بتقديم  الوجبات والمشروبات.

لاحظت فجأة أنني طبيعية جدًا ولم ألحظ ايا من الأعراض التي أخشى حدوثها،  وفرحت حقًا، وشعرت أنني في رحلة ممتعة ، طوال وقت الرحلة كان كل شئ عادي جدا، الونسة الجانبية مع جارتي على المقعد كانت لطيفة جدا، جارتي طالبة صيدلة ، متزوجة وتقيم مع زوجها في الرياض، ومسافرة من أجل أداء امتحاناتها في  جامعتها في السودان، كان وصولنا  سريعا، حين لامست عجلات الطائرة  أرض المدرج لم نشعر بهبوطها، كان هبوطا سهلا ميسرا، كدنا  أن نصفق لكابتن الطائرة. الفرحة لا تسعني وانا اعود لبلدي بعد غياب دام نحو ثلاث سنوات، كانت بورتسودان مسقط رأسي.

 كانت رحلتي من الرياض على تاركو أجمل رحلة طيران  في حياتي، فيها تبددت كل مخاوفي وهواجسي واستمتع برحلتي  دون غثيان ولا دوار، كما  وجدت فيها من الخدمة و الضيافة والكرم والاحترام من المضيفات لجميع الركاب، وخاصة  ذوي الاحتياجات الخاصة حيث كان   الأدب والذوق، بالإضافة إ‘لأى جودة  القيادة الجوية ، وأنا  على كرسي الطيارة   لم أشعر بالخوف،  شعرت    كانني في بيتي او في فندق إلى أن وصلت مطار بورتسودان.

 لا يسعني في هذا المقام إلا أن شكر طيران تاركو  وطاقمها الجميل وربانها الماهرالذي لم اعرف اسمه للاسف ، كما لا يسعني إلا أن اشكر كاونتر خدمة تاركو على أرض  مطار الملك فهد الدولي ، وكذلك موظفي الجوازات السعوديين وكل العاملين في مطار الملك فهد على تعاملهم الراقي جدا وترحيبهم بكل مسافر وتقديمهم  يد العون دون تردد  نسبقهم ابتسامتهم الجميلة. 

حين شممت رائحة تراب  الوطن شعرت بعافية  الحياة.

يشارك:
عطلة الربيع في أم القيوين
عطلة الربيع في أم القيوين
علي سلطان
علي سلطان