مؤتمر طوكيو ومشاركة سودانية

مؤتمر طوكيو ومشاركة سودانية

مشاركة سودانية فاعلة  


 

مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (TICAD9):  منصة لتعزيز الصحة والابتكار ومكافحة الأمراض المهملة  

طوكيو – لبنى سليمان النور  

شارك السودان في فعاليات الدورة التاسعة  لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا    TICAD9 الذي انعقد في الفترة  من ... إلى ....بوفد رفيع المستوى تقدمه سعادة السفير  الريح حيدوب سفير السودان لدى اليابان. وقد ألقى السفير  خلال المؤتمر، كلمة عبّر فيها عن تقدير السودان لليابان والدور الريادي الذي تلعبه في دعم القارة الإفريقية. وأكد أن التحديات الصحية مثل مرض المايستوما تتطلب تضامناً دولياً وجهوداً علمية مشتركة، مشيداً بالعلاقات البحثية والأكاديمية المتنامية بين السودان واليابان .

لقد جاءت الدورة التاسعة لهذا المؤتمر في ظرف عالمي يزداد فيه الاهتمام بالصحة العامة والابتكار العلمي، مما جعله منصة حيوية لمناقشة القضايا الصحية والتنموية ذات الأولوية، وعلى رأسها الأمراض المدارية المهملة (NTDs)  التي تؤثر على مئات الملايين من الأشخاص، خاصة في المجتمعات الفقيرة والهشة في إفريقيا.

كما شهدت الفعالية توقيع مذكرة تعاون بين السودان ومؤسسات يابانية مرموقة، تهدف إلى تطوير مشاريع بحثية وتدريبية مشتركة في مجال الأمراض المدارية المهملة وتعزيز القدرات المحلية في السودان .

ويُعتبر مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (TICAD)  من أبرز المبادرات السياسية والاقتصادية التي أطلقتها اليابان عام 1993 بهدف دعم التنمية في القارة الإفريقية. ومنذ دورته الأولى، حرص المؤتمر على بناء شراكات استراتيجية تجمع بين الحكومات، المنظمات الدولية، والقطاع الأكاديمي والبحثي، بما يساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة في مختلف المجالات .

مؤتمر طوكيو 55
 

الأهداف الرئيسية لـ TICAD9  

ركز المؤتمر على عدة أهداف محورية، من أبرزها :

تعزيز الأمن الصحي العالمي عبر دعم البنية التحتية الصحية في الدول الإفريقية .

الابتكار العلمي والبحثي كركيزة للتنمية المستدامة، وتشجيع التعاون الأكاديمي بين الجامعات الإفريقية واليابانية .

مكافحة الأمراض المدارية المهملة (NTDs) التي تمثل عائقاً أمام النمو الاقتصادي والاجتماعي في القارة .

تمكين الشباب والمرأة باعتبارهم قادة المستقبل في عملية التنمية .

تعميق الشراكات الدولية بين الحكومات، الجامعات، ومراكز البحوث لتعزيز التنمية القائمة على المعرفة .

جامعة ناغازاكي والريادة في مكافحة الأمراض المدارية  

برز دور جامعة ناغازاكي بشكل لافت خلال المؤتمر، حيث تعتبر الجامعة من المراكز العالمية المتخصصة في مجال الأمراض المدارية المهملة (NTDs).  قاد النقاش في هذا المحور البروفيسور ساتوشي كانيكاوا، الذي استعرض جهود الجامعة في تطوير أبحاث مبتكرة تهدف إلى مكافحة هذه الأمراض التي تؤثر على صحة وسبل عيش ملايين الأشخاص .

وأكد البروفيسور ساتوشي أن الجامعة تولي اهتمامًا خاصًا ببناء القدرات العلمية في إفريقيا من خلال برامج التدريب، المنح البحثية، وتعزيز التعاون مع المراكز البحثية الإفريقية، وفي مقدمتها مركز أبحاث المايستوما في السودان .

المساهمة السودانية العلمية: المايستوما نموذجاً  

سلّط المؤتمر الضوء على مرض المايستوما باعتباره واحدًا من أكثر الأمراض المدارية المهملة تعقيدًا  وقد قدم البروفيسور أحمد حسن فكي محاضرة علمية متخصصة تناول فيها التحديات الكبيرة التي يواجهها مرضى المايستوما في السودان، سواء من ناحية التشخيص المبكر أو الحصول على العلاج الفعال .

كما شدد على أن المرض لا يمثل مجرد قضية صحية، بل هو قضية تنموية واجتماعية، إذ يؤثر على الإنتاجية الاقتصادية ويزيد من معدلات الفقر في المناطق الموبوءة. ودعا المجتمع الدولي لدعم الأبحاث التي يقودها مركز أبحاث المايستوما بجامعة الخرطوم بصفته المركز المرجعي العالمي الأول لهذا المرض .

دور الباحثين الشباب- جسر للتعاون بين اليابان والسودان  

لبني سليمان  انموذجًا   

كان من بين المشاركات المتميزة مشاركة  الباحثة   لبنى سليمان، طالبة الماجستير بجامعة ناغازاكي ومساعد باحث بمركز أبحاث المايستوما، حيث عرضت تجربتها البحثية حول تطوير استراتيجيات مبتكرة لمكافحة المايستوما .

وقدمت لبنى نموذجًا ملهمًا للشباب الإفريقي في مجال البحث العلمي، مشيرة إلى أهمية التعاون بين الجامعات اليابانية والسودانية لإيجاد حلول عملية تسهم في تحسين حياة المرضى ودعم مستقبل البحث العلمي في إفريقيا .

نحو شراكة مستقبلية واعدة  

اختتمت فعاليات TICAD9  بالتأكيد على أن مواجهة التحديات الصحية في إفريقيا، وعلى رأسها الأمراض المدارية المهملة، يتطلب شراكات استراتيجية عابرة للحدود تجمع بين الخبرات البحثية اليابانية والاحتياجات الميدانية الإفريقية .

وتظل قصة التعاون بين جامعة ناغازاكي ومركز أبحاث المايستوما في السودان مثالًا حيًّا على كيف أنه يمكن للعلم أن يكون جسرًا  للتنمية، وللباحثين الشباب مثل لبنى سليمان أن يكونوا رمزًا  للأمل في مستقبل أكثر صحة وعدالة لشعوب إفريقيا

يشارك:
عطلة الربيع في أم القيوين
عطلة الربيع في أم القيوين
علي سلطان
علي سلطان